قيامة الخنث - العصر الأخير للبشرية

المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 30/12/2020

في عام 1987، كتب مايكل سويفت (Michael Swift) مقالة عُرِفت بإسم "بيان المثلية" (The Homosexual Manifesto)، نُشرت لأول مرة في جريدة "أخبار مجتمع المثلية" (Gay Community News)*. هذه المقالة كانت عبارة عن "برهان" تم تقديمه ضمن قالب ساخر، على ما كان يدور في خاطر المحافظين اليمينيين المسيحيين في أمريكا من مخاوف حيال "الأجندة المثلية" المزعومة.

فبعد سنوات من الأكاذيب المهينة و المؤذية التي كانت تُرَوّج في حق المثليين، بما في ذلك الإدّعاءات الزائفة بأنهم سوف يسيطرون على العالم بأسرِه ما لم يتم إيقافهم، طلبت الجريدة من سويفت أن يكتب التعليق ردّاً على تلك المزاعم، كنوع من "مزحة" أو "محاكاة ساخرة" للواقع. لهذا السبب، حرِص سويفت على أن يستهل منشوره بالإعلان التالي:

[ هذا المقال هو عبارة عن خيال جنوني، مأساوي، و قاسي. هو تعبير عن غضب داخلي، عن حُلم المظلوم اليائس في أن يُصبح هو الظالم ].

بالتالي، فإن السيناريو المطروح في البيان هو مجرّد مزحة؛ مجرّد ترهات من قِبل شخص يتمتّع بخيال إنتقامي واسع. لذا، فإننا نُطمئن القارىء الكريم بأنه لا داعي لأن يقلق أبداً. لا يوجد أي مخطط من قبل المثليين للإستيلاء على العالم؛ بل أن أكثرهم لا يعلم حتى بوجود هذا المنشور أصلاً.

________________

* جريدة Gay Community News كانت أسبوعية تصدر في مدينة بوسطن، في الفترة ما بين 1973 و 1992، من قِبل مؤسسة "برومفيلد ستريت" التعليمية (Bromfield Street Educational Foundation).

________________

فيما يلي نص "بيان المثلية" لمايكل سويفت، المُعاد طباعته من سجل كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية، و الذي نُشِر لأول مرّة في مجلّة Gay Community News (شباط / فبراير 15 – 21، سنة 1987):

[ سوف نغتصب أبناءكم، رموز رجولتكم الزائفة و أحلامكم الضحلة و أكاذيبكم المُبتذلة. سنقوم بإغواءهم في المدارس، في قاعات و ملاعب الرياضة، في غُرف تبديل الملابس، في مقرّات المعاهد و المجموعات الشبابية، في أدوار مياه المسارح و السينما، في ثكنات الجيش، في محطات الشاحنات، في النوادي الخاصة بالرجال، في مجالس البرلمان، و أينما وُجد الرجال معاً. أبناءكم سيصبحون تابعين لنا، و ينفّذون توجيهاتنا. سوف تُعاد صياغتهم في صورتنا. سوف يأتون مُتلهّفين لعشقنا و عبادتنا.

أيتها النساء، أنتن تبكين من أجل الحرية. تقُلن أنكن لم تعُدن راضيات مع الرجال؛ أنكن لا تجدن السعادة معهم. نحن خبراء الوجه و الجسد الذكوريان سنأخذ الرجال منكن. سوف نُسلّيهم، سوف نقوم بإرشادهم، سوف نُعانقهم عندما يبكون.

أيتها النساء، تقُلن أنكن تتمنّين أن تعِشن مع بعضكن البعض بدلاً من العيش مع الرجال. إذاً، فليكن ذلك. نحن سنوفّر لرجالكن لذّات لم يعرفوها أبداً، لأننا رجال في المقام الأول، و فقط الرجل يعرف حقاً كيف يرضي رجل آخر. فقط الرجل يمكن أن يفهم بعمق شعور و عقل و جسد رجل آخر.

سوف تُلغى كافة القوانين التي تحظّر نشاط المثلية الجنسية. بدلاً من ذلك، سوف تُشَرّع قوانين تولّد الحب بين الرجال. يجب على جميع المثليين أن يتكاتفوا مع بعضهم البعض كأخوة. يجب أن نكون مُتّحدين فنيّاً و فلسفياً و اجتماعياً و سياسياً و مالياً. سوف ننتصر فقط عندما نقدّم وجهاً مُشتركاً للعدو الشرير الغيري الجنس. إذا تجرّأتم و نعتّونا بألفاظ مثل "شاذ"، "غريب"، أو "عليل"، فسوف نطعنكم في قلوبكم الجبانة و نمثل بجثثكم السقيمة.

سوف نكتب قصائد حول الحب بين الرجال. سوف نعرض مسرحيات يداعب فيها الرجال بعضهم البعض. سوف نصنع أفلاماً عن الغرام بين الرجال البطوليين، لكي تحل محل الأفلام الرخيصة، السطحية، العاطفية، الطفولية، المراهقية للغيريين الجنسيين، التي تُهيمن على شاشاتكم حالياً. سنقوم بنحت تماثيل للشبّان الوسيمين، للرياضيين الجريئين، لكي تُنصب في حدائقكم و منتزهاتكم و ساحاتكم. سوف تُملأ متاحف العالم بلوحات لفتيان رشيقين و عاريين. كُتّابنا و فنّانونا سوف يجعلون الحب بين الرجال هو الموضة و الأدب المألوف. سوف ننجح لأننا بارعون في وضع الأساليب. سوف نقضي على العلاقات الجنسية الغيرية من خلال استخدام أدوات الطرافة و السخرية، التي نُجيد توظيفها بمهارة.

سوف نُزيل القناع عن المثليين الجنسيين الأقوياء الذين يتنكّرون في وسطكم كغيريين. سوف تُصدمون عندما تكتشفون أن رؤساءكم و أبنائهم، كبار صناعييكم، أعضاء مجلس شيوخكم، رؤساء بلدياتكم، ضبّاطكم العسكريين، رياضييكم، نجوم شاشاتكم، قادتكم المدنيين، و كهنتكم ليسوا تلك الشخصيات الآمنة، المألوفة، البرجوازية، الغيرية التي كُنتم تفترضونها.

نحن في كل مكان. لقد تسلّلنا إلى صفوفكم. كونوا حذرين عندما تتحدّثون عن المثليين، لأننا دائماً بينكم. قد نكون جالسين على الطاولة معكم. بل قد نكون نائمين في نفس السرير معكم.

لن تكون هناك تنازلات. نحن لسنا ضعفاء من الطبقة المتوسطة. نحن الأرستقراطيين الطبيعيين للجنس البشري. و الأرستقراطيون ذوو التصميم الفولاذي لا يقبلون أبداً بأقل من ذلك. أولئك الذين يُعارضوننا سيتم نفيهم. سوف نُجهّز جيوش خاصة و كبيرة، كما فعل "ميشيما"، لنهزمكم. سوف نقهر العالم، لأن الجنود المُلهَمين و المُتّحدين بفضل الحب و الشرف المثليَّين لا يُقهرون، حالهم حال جنود الإغريق القدماء.

الوحدة الأُسرية، تلك المؤسسة المفرّخة للأكاذيب و الخيانة و الوضاعة و النفاق و العنف سوف تُلغى من الوجود. هذه المؤسسة التي لا دور لها سوى الحد من الخيال، و وضع القيود على الإرادة الحرّة، سيتم القضاء عليها. الأولاد الكاملين سوف يولدون و ينمون في مختبرات وراثية. سوف تجمعهم رابطة قوية، ضمن بيئة مُشتركة، تحت سيطرة و تعليم حُكماء من المثليين.

جميع الكنائس التي تُديننا سوف تُغلق. آلهتنا الوحيدون هم الشبّان الوسيمين. نحن نتمسّك بعبادة الجَّمال الأخلاقي و الفنّي. كل ما هو قبيح و مُبتذل و عادي سوف يُباد. بما أننا مُنعزلون عن أعراف و قيم الطبقة المتوسطة الغيرية، فنحن أحرار في أن نعيش حياتنا وفقاً لما يمليه الخيال المحض. بالنسبة لنا، فإن الكثير لا يكفي.

إن المجتمع الرائد المنشود سوف تحكمه نخبة من الشعراء المثليين. واحدة من المتطلبات الرئيسية لأي مركز سلطوي في هذا المجتمع الجديد هو التساهل و التعاطف مع الشغف الإغريقي القديم. كل رجل ملوّث بشهوة الغيرية الجنسية سوف يُمنع تلقائياً من تولّي منصب نفوذ. كل رجل غيريّ يصرّ بغباء على البقاء كذلك سوف تتم محاكمته في محاكم المثليين، و سيصبح نكِرة.

سنعيد كتابة التاريخ - ذلك التاريخ المليء بأكاذيبكم و تشويهاتكم الغيرية. سوف نصوّر لكم المثلية الجنسية للقادة و المفكّرين العظماء الذين شكّلوا وجه العالم. و سوف نثبت الإرتباط الوثيق بين المثلية و الذكاء و الخيال الغير محدود بقيود، وأن المثلية الجنسية هي شرط للنبالة و الجمال الحقيقيين لدى الرجال.

سوف ننتصر لأننا نشعر بالمرارة الشرسة للمقموعين الذين أُجبِروا على لعب أدوار تافهة في عروضكم الغيرية الغبية على مرّ العصور. فنحن أيضاً قادرون على استخدام البنادق و التمركز خلف المتاريس في الثورة النهائية.

إرتعشوا، أيها الخنازير الغيريين، عندما نظهر أمامكم بدون أقنِعَتنا ].

* * * *

نقول للقارىء الكريم: لا تقلق. كل ما ورد أعلاه لا يعدو كونه أضغاث أحلام، أو "فشّة خلق"، لا أكثر. فهو غير قابل للتحقّق على أرض الواقع.

______________________________________________________________________________________________

إلى أعضاء المنتدى الكرام.

ما قرأتموه أعلاه هو الحلقة التمهيدية من مدوّنة يتم العمل عليها حالياً، بعنوان "قيامة الخنث - العصر الأخير للبشرية".

عند انتهاء فترة الإنتظار للأعضاء الجدد، سوف أضع لكم رابط لقراءة ما تم إعداده حتى الآن من هذه المدوّنة.

تحية؛

هارون

المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 30/12/2020

لمن يهمّه الأمر، تجدون أدناه رابط المدوّنة.

أنصح بقراءة الحلقات بالتسلسل (من الأقدم إلى الأحدث). هذا أول الغيث فقط. و الآتي أهم و أخطر بكثير.

https://transpocalypse2021.blogspot.com/

» تفسير سورة العصر