ماحقيقة الفيل وابرهه

ماحقيقة الفيل وأبرهة
المتدبر لسورة الفيل نجدها لا تمد بصلة نهائيا الى قريش وما حدث فيها من خرافة أبرهة وفيله المزعوم الا انهم أسندوا هذه الرواية الى قريش وعبد المطلب ومقولة للبيت رب يحميه . بعض المصادر تذكر بان أبرهة كان وثنيا وتراثنا ومصادر التاريخ عندنا تقول ان أهل مكة كانوا يعبدون الأصنام واحدهم يعمل الاله من التمر واذا جاع اكله فهل هؤلاء هم العرب المتميزون بالشجاعة والكرم والشهامة والبلاغة والشعر والمروءة والكبرياء لحد ان لو احدهم بشر بالأنثى يتوارى من القوم او يدسه في التراب فهل لنا الفخر بهؤلاء الاجداد الذي صورهم لنا التاريخ بالسذاجة وعبدة أصنام اي وثنيين ولو كانوا وثنيين فما غرض أبرهة من هدم الكعبة هل لتنافس أصنامه ام كان نصرانيا يتبع المسيح ليخرج أهل مكة وقريش من ظلماتهم الى النور فهل يجوز ان يعاقبه الله ام يجازيه وينصره . وعقليا وعمليا يقولون ان أبرهة من الحبشة وجهز جيشه مع فيله لحملته الى هدم الكعبة والحبشة تبعد عن الكعبة ما لا يقل عن ألفي كيلومتر والأرض مابين المنطقتين رملية صحراوية شديدة الحرارة والفيل كحيوان لا يكسو جسمه شعر او وبر او صوف وإنما جلد يحتاج ليكون قريب من مياه ذات طبيعة طينية ليطلي جلده بالطين لتقليل تبخر الماء من جسمه ناهيك عن ما يحتاجه من الماء كاستخدام دائم ومن الطعام ما يقدر بحوالي 175-200 كغم يوميا ان كان فيل واحد فكيف بعدد من الفيلة كذلك جسم الفيل ووزنه وطبيعة سيقانه ووزنه لا تتناسب مع السير في ارض رملية او لمسافات طويلة ناهيك عن طريقة نقله عبر البحر الأحمر او البحيرات والأنهار التي تسبقه. اذا رواية الفيل وابرهة وهدم الكعبة هي خرافة لايمكن تصديقها وإلا لو عبر كل تلك المسافات ووصل الى الكعبة وهدمها هل سيهدم العقيدة في نفوس أهلها ولو كانت حقيقة لتمسك أهل قريش بعبادة الأصنام اكثر وقويت عقيدتهم بها لأنهم سيقولون هذا هو فعل الآلهة التي يعبدوها ولا يمكن لأي رسالة سماوية ان تنتزع تلك العقيدة من نفوسهم. ومن ثم لو هدمها هل يستقر به المكان هناك ام يعود إدراجه لمملكته واذا عاد هل سيصعب على قريش من بنائها مرة اخرى وبنائها ليس بجديد عليهم وإنما جدد بنائها مرات ومرات جراء سيول وتجديد وإعادة بناء وغيرها من زمن ابراهيم الى حتى قبل الرسالة.
فما حقيقة اصحاب الفيل ....... يتبع لاحقا مع التقدير

اصحاب الفيل في القران
لنتدبر قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿1﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿2﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿3﴾ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴿4﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴿5﴾﴾ سورة الفيل
لننظر الى عبارة( اصحاب) في القران نجدها وردت في مواضع كثيرة مقترنة ب(ال)التعريف مثال قوله تعالى
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿38 الفرقان﴾
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿12 ق﴾
وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ﴿78 الحجر﴾
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴿176 الشعراء﴾
وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿13 ص﴾
وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿14 ق
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ)الواقعة:8 ،
نجد كلمة "اصحاب" سنجدها في القرءان دائما مرتبطة بمكان معين أو بصفة يشتهر بها هذا القوم، مثل: أصحاب الأخدود
أصحاب الرس
أصحاب الأيكة
أصحاب الفيل
(صاحبي السجن)
أصحاب الجنة
أصحاب النار
والفيل هو شيء مكاني او حسي يتشارك فيه مجموعة من الناس ويكونون أصحابه وهو ليس بحيوان حيث لم يقل أصحاب الفيلة وليس كبيان لامتلاكهم فيلة وإنما اصحاب ألفيل للاشتراك الجميع بمكان معين كما لأصحاب النار او الجنة او الأخدود او الرس او الكهف او غيرها.او لارتباطها بزمن مثل اصحاب السبت او بصفة معينة او كخصلة معينة .مثل اصحاب الفيل.
ولمعرفة هذه الصفة . لنتدبر ما جاء في سورة الفيل ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ )
فكلمة " الطير" تصف كل ما علا وإرتفع من الأسفل.وكل ما تحرك فى سرعة وخفة. وتأتي معرفة ( الطير) كقوله تعالى(تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ) كذلك قوله(الى الطير فوقهم صافات ويقبضن) لتعني جنس الطيور ولو جاءت غير معرفة لارتبط معها ما يميزها كقرينة للتعريف مثل قوله تعالى(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون).
ثم لناتي الى قوله تعالى(تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ )ولنأخذ قرينتها من الايات للعبارة ( حجارة من سجيل) نجدها وردت في موضعين اخرين قوله تعالى(﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿74﴾﴾ سورة الحجر
﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿82﴾﴾ سورة هود
اذن سورة الفيل لا تتحدث عن أبرهة ولا يوجد فيها أي ذكر له. السورة تتحدث عن قوم أمطر الله عليهم حجارة من سجيل. هناك قوم وحيدين فقط أمطرت عليهم حجارة من سجيل وطبعا هؤلاء هم قوم لوط. وهم نفسهم اصحاب الفيل .ومثل ما نرى انهم يشتركون جميعهم بصفة حسية واحدة والتي ما سبقهم بها من احد من العالمين .وقد تم بحث الموضوع سابقا.
كونهم مثليين اي خنثيين يبحثون عن من يعلو ظهورهم وليس كما يتصور البعض عكس ذلك بدليل قالوا للوط عندم عرض عليهم بناته ( مالنا في بناتك من حق وانت لتعلم مانريد) اي لاتمتلك بناتك حقيقة رغبتنا والا لكان دبر المرأة افضل من دبر الرجل لو كانت تلك فحولت هم او ميزتهم ،
عبارة اصحاب الفيل( اي اصحاب الرأي الخاطئ ) او العادات السيئة
كقولنا رجل فيل الرأي اي صاحب الرأي الخاطئ الممل
هذا والله اعلم